الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال أبو عمرو الداني: سورة الروم مكية ونظيرتها في غير المدني الأخير والمكي والذاريات ولا نظير لها فيهما.وكلمها ثمانمائة وتسع عشرة كلمة.وحروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة وأربعة وثلاثون حرفا.وهي خمسون وتسع آيات في المدني الأخير والمكي وستون آية في عدد الباقين.اختلافها أربع آيات {الم} عدها الكوفي ولم يعدها الباقون {غلبت الروم} لم يعدها المدني الأخير والمكي وعدها الباقون {في بضع سنين} لم يعدها المدني الأول والكوفي وعدها الباقون {يقسم المجرمون} عدها المدني الأول ولم يعدها الباقون وكلهم عد {يبلس المجرمون} وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع موضعان: {والمسكين} {وابن السبيل}..ورءوس الآي: 1- {سيغلبون}.2- {سنين}.3- {المؤمنون}.4- {الرحيم}.5- {لا يعلمون}.6- {غافلون}.7- {لكافرون}.8- {يظلمون}.9- {يستهزئون}.10- {ترجعون}.11- {المجرمون}.12- {كافرين}.13- {يتفرقون}.14- {يحبرون}.15- {محضرون}.16- {تصبحون}.17- {تظهرون}.18- {تخرجون}.19- {تنتشرون}.20- {يتفكرون}.21- {للعالمين}.22- {يسمعون}.23- {يعقلون}.24- {تخرجون}.25- {قانتون}.26- {الحكيم}.27- {يعقلون}.28- {ناصرين}.29- {لا يعلمون}.30- {المشركين}.31- {فرحون}.32- {يشركون}.33- {تعلمون}.34- {يشركون}.35- {يقنطون}.36- {يؤمنون}.37- {المفلحون}.38- {المضعفون}.39- {يشركون}.40- {يرجعون}.41- {مشركين}.42- {يصدعون}.43- {يمهدون}.44- {الكافرين}.45- {تشكرون}.46- {المؤمنين}.47- {يستبشرون}.48- {لمبلسين}.49- {قدير}.50- {يكفرون}.51- {مدبرين}.52- {مسلمون}.53- {القدير}.54- {يؤفكون}.55- {لا تعلمون}.56- {يستعتبون}.57- {مبطلون}.58- {لا يعلمون}.59- {لا يوقنون}. اهـ..فصل في معاني السورة كاملة: .قال المراغي: سورة الروم:الروم: أمة عظيمة من ولد روم بن عيص بن إسحق بن إبراهيم، كذا قال النسابون من العرب، أدنى الأرض: أي أقربها من الروم، والأقربية بالنظر إلى أهل مكة الذين يساق إليهم الحديث، والبضع: ما بين الثلاث إلى العشر، وقال: المبرد ما بين العقدين في جميع الأعداد، ظاهر الحياة الدنيا: هو ما يشاهدونه من زخارفها ولذاتها الموافقة لشهواتهم التي تستدعى انهما كهم فيها وعكوفهم عليها.يبلس المجرمون: أي يسكتون وتنقطع حجتهم، الروضة: الأرض ذات النبات والماء ويقال أراض الوادي واستراض إذا كثر ماؤه، وأرض القوم: أرواهم بعض الرّىّ، يحبرون: يسرون، يقال حبره يحبره بالضم حبرا وحبورا: إذا سره سرور لتهلل له وجهه، وظهر فيه أثره، وفى المثل: امتلأت بيوتهم حبرة، فهم ينتظرون العبرة، محضرون: أي مدخلون فيه لا يغيبون عنه.من أنفسكم: أي منتزعا من أحوال أنفسكم، التي هي أقرب الأمور إليكم وأعرفها عندكم، ملكت أيمانكم: أي مماليككم وعبيدكم، فيما رزقناكم: أي من العقار والمنقول، فأنتم فيه سواء: أي تتصرفون فيه كتصرفكم، تخافونهم: أي تخافون أن يستبدوا بالتصرف فيه، كخيفتكم أنفسكم: أي كما يخاف الأحرار بعضهم من بعض، نفصل الآيات: أي نبيتها بالتمثيل الكاشف للمعانى، فمن يهدى من أضل اللّه؟:أي لا أحد يهديهم، وما لهم من ناصرين: أي ليس لهم من قدرة اللّه منقذ ولا مجير.أقم: من أقام العود وقوّمه إذا عدّله والمراد الإقبال على دين الإسلام والثبات عليه، حنيفا: من الحنف وهو الميل، فهو مائل من الضلالة إلى الاستقامة، والفطرة:هى الحال التي خلق اللّه الناس عليها من القابلية للحق، والتهيؤ لإدراكه، وخلق اللّه:هو فطرته المذكورة أوّلا، القيم: أي المستوي الذي لا عوج فيه ولا انحراف، منبين إليه: أي راجعين إليه بالتوبة وإخلاص العمل، من قولهم: ناب نوبة ونوبا إذا رجع مرة بعد أخرى، واتقوه: أي خافوه، فرقوا دينهم: أي اختلفوا فيما يعبدونه على حسب اختلاف أهوائهم، شيعا: أي فرقا تشايع كل فرقة إمامها الذي مهد لها دينها وقرره ووضع أصوله.حقه: هو صلة الرحم والبرّ به، والمسكين: هو المعدم الذي لا مال له، وابن السبيل:هو المسافر الذي احتاج إلى مال وعزّ عليه إحضاره من بلده، ووسائل المواصلات الحديثة الآن تدفع مثل هذه الحاجة، ربا: أي زيادة، والمراد بها الهدية التي يتوقع بها مزيد مكافأة، فلا يربو عند اللّه: أي فلا يبارك فيه، والمراد بالزكاة الصدقة، المضعفون:أي الذين يضاعف اللّه لهم الثواب والجزاء.البر: الفيافي والقفار، ومواضع القبائل، والبحر: المدن، والعرب تسمى الأمصار بحارا لسعتها كما قال سعد بن عبادة في عبد اللّه بن أبى بن سلول: ولقد أجمع أهل هذه البحيرة المدينة ليتوّجوه.وقال ابن عباس: البر ما كان من المدن والقرى على غير نهر، والبحر ما كان على شط نهر.لا مرد له: أي لا يقدر أحد أن يردّه، يصّدّعون: أي يتصدعون ويتفرقون، كما قال متمّم بن نويرة من قصيدة يرثى بها أخاه مالكا:يمهدون: من مهد فراشه إذا وطّأه حتى لا يصيبه ما ينغّص عليه مرقده من بعض ما يؤذيه، وتمهيد الأمور تسويتها وإصلاحها، وتمهيد العذر بسطه وقبوله، لا يحب الكافرين: أي إنه يبغضهم، وسيعاقبهم على ما فعلوا.تثير: أي تحرك، يبسط: أي ينشر، في السماء: أي في سمتها وجهتها، كسفا: أي قطعا، والودق: المطر، خلاله: واحدها خلل، وهو الفرجة بين الشيئين، لمبلسين: أي لآيسين.الساعة الأولى: يوم القيامة سميت بذلك لأنها تقوم في آخر ساعة من ساعات لدنيا، ما لبثوا: أي ما أقاموا بعد الموت، غير ساعة: أي غير قطعة قليلة من الزمان.يؤفكون: أي يصرفون عن الحق، المعذرة: العذر، يستعتبون: أي يطلب منهم إزالة عتب اللّه وغضبه عليهم بالتوبة والطاعة، فقد حق عليهم العذاب، يقال:استعتبني فلان فأعتبته: أي استرضانى فأرضيته. اهـ. باختصار. .قال أبو جعفر النحاس: سورة الروم:وهي مكية.1- من ذلك قوله جل وعز: {آلم غلبت الروم في أدنى الأرض} آية 2 قال مجاهد هي الجزيرة كانت أقرب أرض الروم إلى فارس حدثنا محمد بن سلمة الأسواني قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا أبو إسحق الفزاري عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله جل وعز: {الم غلبت الروم} قال كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أهل أوثان وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل الكتاب فذكر لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنهم سيغلبون قال فذكره أبو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل أجلا خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا جعلتها ما دون أراه قال دون العشر قال سعيد والبضع ما دون العشر ثم ظهرت الروم بعد ذلك فذلك قوله جل وعز: {آلم غلبت الروم في أدنى الأرض} إلى قوله: {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله} قال الشعبي وكان القمار ذلك الوقت حلالا قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر كم البضع قال ما بين الثلاث إلى التسع وقرأ عبد الله بن عمر {غلبت الروم} بفتح الغين واللام وقال غلبت على أدنى ريف قال أبو جعفر المعنى على قراءة من قرأ {غلبت الروم} {وهم من بعد غلبهم سيغلبون} الروم من بعد غلبهم أي من بعد أن غلبوا سيغلبون ومن قرأ {سيغلبون} فالمعنى عنده وفارس من بعد غلبهم أي من بعد أن غلبوا سيغلبون.2- وقوله جل وعز: {في بضع سنين} آية 4 البضع عند قتادة أكثر من الثلاث ودون العشر وعند الأخفش والفراء ما دون العشر وعند أبي عبيدة ما بين ثلاث وخمس.وحكى أبو زيد بضع وهو مشتق من قولهم بضعة إذا قطعه ومنه بضعة من لحم ومنه هو يملك فلا بضع المرأة إنما هو كناية عن عضوها وفي رواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس في أدنى الأرض قال يقول في طرف الشام قال أبو جعفر التقدير في أدنى الأرض من فارس.3- ثم قال جل وعز: {لله الأمر من قبل ومن بعد} آية 4 قال محمد بن يزيد إذا قلت من قبل ومن بعد فمعناه من قبل ما تعلم ومن بعد ما تعلم ومن قبل كل شئ ومن بعد كل شئ قال أبو جعفر المعنى لله القضاء بالغلبة من قبل الغلبة ومن بعدها.4- ثم قال جل وعز: {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله} آية 4 أي يفرحون بنصر الله الروم لأنهم أهل كتاب على فارس وهم مجوس ويفرحون بالآية العظيمة التي لا يعلمها إلا الله جل وعز لأنه خبرهم بما سيكون.5- وقوله جل وعز: {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} آية 7 قال عكرمة وإبراهيم أي يعلمون أمر معايشهم ومصلحة دنياهم.
|